📁 آخر الأخبار

مرض السكري عند الأطفال أسبابه وعلاجه

مرض السكري عند الأطفال هو مرض مزمن خطير يظهر عندما لا يفرز البنكرياس الكمية الكافية من الأنسولين) وهو هرمون يضبط مستوى السكر أو الغلوكوز في الدم (أو عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين الذي يفرزه على نحو ناجع. ويمثل السكري مشكلة لا يستهان بها في مجال الصحة العمومية.

لماذا السكر مھم لنا؟

یستخدم الجسم السكر لتشغيل كل خلایا الجسم وبالتالي یمكن للقلب أن یدق، والرئتین أن تتنفس، والعقل أن یفكر وبالتالي یتمكن الجسم من القیام بجمیع النشاطات الیومیة مثل المشي، اللعب والذھاب إلى المدرسة. السكر یأتي من الأطعمة التي نأكلھا، مثل الخبز، الحبوب، المعكرونة، الأرز، الفاكهة، الخضار النشوية ومنتجات الألبان.

ویمكن للجسم ایضاً تصنیع السكر من خلال عملیات معقدة عن طریق تكسیر الشحوم والعضلات حتى إذا لم یأكل الشخص النشویات. یدخل السكر إلى خلایا جسمنا عن طریق ابواب السكر. وھذه الأبواب تكون دائماً مقفلة ومفتاحها ھو الأنسولین.

ما ھو مرض السكري؟

هو مرض يرتفع فيه مستوى السكر في الدم عن المعدل الطبيعي وذلك نتيجة نقص كلي أو جزئي في انتاج هرمون الانسولين من خلايا البنكرياس و/أو ضعف في فعالية الانسولين على مستوى الخلايا والانسجة.

ما ھو الأنسولین؟

 ھو عبارة عن هرمون یصنعه الجسم من خلال خلایا اسمھا "البیتا" وھي موجودة في البنكریاس. ویعمل الأنسولین مثل المفتاح لیفتح أبواب السكر فیسمح للسكر بالخروج من مجرى الدم إلى الخلایا حیث یتم استخدامه بعد ذلك لتشغیل الخلیة. ولكن إذا توقف البنكریاس عن تصنیع الأنسولین أو إذا لم یكن ھناك كمیة كافیة من الأنسولین لا یمكن فتح باب الخلیة، وبالتالي یتجمع السكر في الدم.

بماذا يتميز مرض السكري عند الطفل؟

يختلف مرض السكري عند الطفل عن مرض السكري عند الكبار في عدة نقاط:

ينتج داء السكري عند الطفل غالبا بسبب عدم إفراز الأنسولين من طرف البنكرياس مما يستدعي عالجا بديال بالأنسولين مدى الحياة. يشكل النوع الأول نسبة %95 من هذه الداء.

قد يصيب داء السكري الأطفال في جميع الأعمار من الرضيع إلى المراهق كما أن أعراض المرض لا تختلف أيا كان سن الطفل المريض وتتمثل هذه الأعراض في:

  •  العطش (polydipsie)
  • البول ((polyurie
  • نقص في الوزن
  •  اجتفاف (déshydratation)

وتجدر الإشارة إلى أنه كلما كان الطفل أصغر سنا كلما زادت خطورة هذا الجفاف خاصة إذا لم يكن التشخيص مبكرا. وينتج ذلك عن أسباب عدة منها أن الرضيع غير قادر على التعبير عن العطش كما أن تقييم البوال يكون صعبا، وعليه ننبه بأن كل حالة اجتفاف مصاحبة لبلل كبير للحفاظات تستدعي فورا التفكير في احتمال داء السكري.

كما يجب التنبيه على حالة وجود الكيتون في الدم (cétonémie) عند الأطفال وهي من المضاعفات متأخرة الحدوث الارتفاع السكر في الدم وتتمثل أعراضها في إسهال مع قياء وأوجاع بطنية مما قد يؤدي إلى التفكير خطأً في أمراض الجهاز الهضمي وفي مثل هذه الحالات لا يجب التسرع في التشخيص قبل التأكد من سالمة المريض من السكري وذلك بالتحقق من عدم وجود بيلة كلوكوز (glycosurie)وعدم ارتفاع سكر الدم.

كيف نعالج مريض السكري ومن يجب عليه معاجلة المرض؟

 من القواعد الأساسية في عالج مرض السكري أن هذا المرض يحتاج إلى الأنسولين الذي يتم الشروع في استعماله في أسرع وقت ومدى الحياة. يمكن تشخيص هذا المرض في أي عيادة طبية كما أن وسائل تشخيصه سهلة وال تتعدى البحث عن بيلة كلوكوزية مع فحص نسبة السكر.

الشعيرية (capillaire glycémie)، فكل ارتفاع بنسبة السكر الشعيرية مع وجود بيلة كلوكوزية مصاحبة للبول والعطش تمثل أعراض مرض السكري وتستدعي فورا اللجوء للأنسولين، ومن املهم عدم تضييع الوقت في انتظار النتائج المخبرية كنسبة السكر الدم (veineuse glycémie) واليحمور (Hémoglobine glycosylée)

 أما بالنسبة للطبيب المناسب لعالج السكري فمن الأفضل إن وجد أن يكون طبيب أطفال متخصصا في مرض السكري وإلا فطبيب أطفال أو طبيب اختصاصي في الغدد بشرط أن يتلقى تدريبا في السكري للأطفال وإلا فالطبيب العام كاف لعالج السكري لدى الأطفال بشرط أن يكون مدربا في عالج السكري لدى الأطفال وبالجملة نقول أن شرط عالج السكري لدى الأطفال هو تلقي التدريب اللازم لذلك وخاصة معرفة الفرق بني السكري عند الطفل وعند الكبير.

بالإضافة إلى الأنسولين هل توجد تدابير أخرى لهذا المرض؟

تمثل التربية العلاجية حجر الزاوية في عالج مرض السكري وتتمحور حول تعليم المريض وعائلته كل ما يتعلق بالمرض، فمن الناحية العملية يجب تعليم الطفل وأبويه كيفية حقن الأنسولين وطريقة تكييف جرعة الأنسولين حسب نتيجة نسبة السكر الشعيرية. فمن المعلوم أن نسبة السكري عند الطفل قابلة للتغيير المستمر وهناك عدة عوامل كالمرض ومنو الطفل والبلوغ والمدرسة كلها تتسبب في تغيير نسبة السكري وعليه فإنه على الأطفال مراقبة نسبة السكري على الأقل 3 مرات في اليوم وتكييف الجرعة باستمرار حسب نتيجة المراقبة.

كما يجب تلقني العائلة الإجراءات اللازم اتخاذها في الحالات الاستعجالية. وفي النهاية نقول بأن السكري عند الطفل يختلف في عدة جوانب عنه عند الكبير كما يختلف من طفل آخر مما يستوجب دروسا خاصة لكل حالة على حدة. 

تعليقات