أهمیة المهارات الحیاتیة:
مداخل إدماج المهارات الحياتية فِي المِنْهَاج الدراسي
خصائص المهارات الحیاتیة:
أنواع المهارات الحياتية:
أهداف المهارات الحیاتیة
العوامل التى تساعد على تنمية المهارات الحیاتیة:
تصنیف المهارات الحیاتیة:
طرق تدريس المهارات الحياتية :
ووفقًا لتعريف الجديبي، فإن المهارات الحياتية هي "المهارات التي تبني شخصية الفرد القادرة على تحمل المسؤولية والتعامل مع متطلبات الحياة اليومية في مختلف الأصعدة الشخصية والاجتماعية والوظيفية، والتفاعل بفعالية مع مجتمعه ومشكلاته بروح مخلصة لأمتها".
ويعرف الخوالدة المهارات الحياتية على أنها "أنماط السلوك الشخصية اللازمة للأفراد للتعامل بثقة واقتدار مع أنفسهم والآخرين والمجتمع، وذلك باتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة، وتحمل المسؤوليات الشخصية والاجتماعية وفهم النفس والآخرين وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات والقدرة على التفكير الابتكاري".
تشمل المهارات الحياتية مجموعة شاملة من المهارات والقدرات الإدراكية وغير الإدراكية العامة، وسلوكيات الاتصال والتوجهات الشخصية والمعرفة التي يحتفظ بها الفرد طوال الحياة وتساعد الأفراد على تطوير أنفسهم.
يتزايد الاهتمام بتدريب الأفراد على المهارات الحياتية، خاصةً الشباب الذين يحتاجون إلى مساعدة في تحسين قدراتهم وإدارة مرحلة الانتقال من الدراسة إلى العمل بشكل أفضل، وتمكينهم من أن يصبحوا مواطنين فاعلين يساهمون في المجتمع. ويتطلب التحديات التي يواجهها العالم العربي تعلم المهارات الحياتية، وخاصةً أن التربية في تلك المجتمعات تعاني من أزمات كمية ونوعية، وتحتاج إلى إصلاح وتحسين. يجب أن يكون للأفراد مهارات حياتية للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، والتكيف مع المتغيرات المتسارعة في العالم الحالي. يمكن للأفراد أن يكتسبوا تجارب تعلم مباشرة من خلال التفاعل مع الأشخاص والظواهر، وذلك سيعطي المعلومات معنى ويوفر الإثارة والتشويق. كما يمكن للفرد أن يحصل على المعلومات من مصادرها الأصلية، ويطور مهاراته الحياتية.
مدخل مستعرض:
يعزز ويثمن حضور المبادئ المرتبطة بمجالات التربية المالية والضريبية والمقاولاتية والتربية عَلَى السلامة الطرقية وَكَذَا استكشاف المهن واستشراف المشروع الشخصي مِنْ خِلَالِ المواد الحاملة لِهَذِهِ المبادئ فِي انسجام وتواز مَعَ أهدافها الخَاصَّة.
مدخل مستقل:
عبر إفراد حصة زمنية قارة ضمن الغلاف الزمني للتعلم، يتم التركيز فِيهَا عَلَى بناء المعارف والمهارات المرتبطة بالمجالات الكبرى لتنمية المهارات الحياتية بالسلك الابتدائي مِنْ خِلَالِ الأَنْشِطَة الصفية واللاصفية.
مدخل الحياة المَدْرَسِية:
تعد الحياة المَدْرَسِية بِكُلِّ أبعادها مجالا خصبا للممارسة وتطوير المهارات الحياتية المستهدفة لَدَى المتعلمات والمتعلمين، وتمكينهم من تملك المرونة والمثابرة اللازمين للتكيف مَعَ كافة الظروف، والنجاح فِي تحقيق مشاريعهم، والمساهمة فِي ازدهار مجتمعهم ونهضته.
ينبغي التأكيد عَلَى أن اكتساب المهارات الحياتية ليس مقتصرا عَلَى هَذِهِ الأَنْشِطَة فَقَطْ، بَلْ إن الفرص الأهم المعول عَلَيْهَا هِيَ مَا تقدمه أنشطة الحياة المَدْرَسِية والمَوَادِّ الدراسية الحاملة من إمكانيات وسياقات حقيقية ومتنوعة للتدرب والتمهير عَلَى إعمال وتوظيف مختلف المهارات الحياتية المستهدفة.
الربط بَيْنَ المجالات الحاملة والمهارات الحياتية:
يتضح أسفله دور المهارات الحياتية باعتبارها رابطا يوحد وينسق مَا بَيْنَ الأبعاد المعرفية والمواقفية والقيمية قصد بناء وترسيخ السلوكات السليمة والصحية والنافعة، وَالبِتَّالِي المساهمة فِي الوقاية المبكرة من الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناتجة عَنْ ضعف التحكم فِي مبادئ المجالات الثلاثة المستهدفة.
ومن أهم خصائص المهارات الحياتية ما يلي:
الشمولية: المهارات الحياتية تشمل كافة جوانب الحياة المادية وغير المادية فهى ترتبط بطريقة إشباع الفرد لاحتياجاته ومتطلبات الحياة وتطويره لتلك الطرق.
الاختلاف: المهارات الحياتية تختلف باختلاف الزمان والمكان، فلكل مرحلة معينة لها خصائص تميزها وتفرض مجموعة معينة من المهارات اللازمة لمواجهة متغيرات تلك المرحلة، وكذلك كل مجتمع وله خصائصه التى تميزه.
التبادلية: المهارات الحياتية تعتمد على التفاعل بين الفرد والمجتمع، وبالتالي فهي ذات طبيعة تبادلية وتأثير متبادل بين الفرد والمجتمع.
المساعدة :تستهدف المهارات الحياتية مساعدة الفرد على التفاعل الناجح مع الحياة، وتطوير أساليب فعالة للمواجهة مواقف الحياة ومتغيراتها.
أبعاد أنشطة تنمية المهارات الحياتية بالسلك الابتدائي
إن اكتساب المهارات الحياتية، هُوَ تعلم ممتد مَدَى الحياة، يمكن اعتباره استثمارا تراكميا ينطلق من مسلَّمة أن الفرد فِي كل مرحلة عمرية هُوَ متعلم متجدد دَاخِل سياق مجتمعي، يمنحه الفرص الدائمة للتعلم وتحقيق طموحاته، واستثمار مواهبه وقدراته مَدَى الحياة.وَالبِتَّالِي يتجاوز مسار اكتساب المهارات الحياتية منطق التمييز والفصل التقليدي بَيْنَ التَّعْلِيم الأساس والمستمر. ليشمل تعلم المهارات الحياتية أبعادا متعددة مِنْهَا:
البعد المعرفي:
يرتبط بتمكين المتعلم من أرضية معرفية ومفاهيم ومبادئ مرتبطة بالمجالات الثلاثة لبرنامج أنشطة تنمية المهارات الحياتية، توسع آفاق مداركه ووعيه بالقضايا الحياتية والمجتمعية.
البعد المهاري:
يَتَجَلَّى فِي تمكين المتعلم من مهارات تعلم التعلم لتصبح المهارات الحياتية لبنات مدمجة تخدم التحصيل فِي باقي المواد الدراسية وتؤهل المتعلم لمواصلة التعلم والتقدم نَحْوَ تطوير الخبرات الحياتية المختلفة.
البعد الفردي:
يَتَجَلَّى مِنْ خِلَالِ اكتشاف المتعلم لذاته ولاستعداداته وتعزيز ثقته بنفسه وتطوير قدراته عَلَى مواجهة وتدبير المخاطر المحتملة بمحيطه، وتدريبه عَلَى الاستقلالية وَعَلَى اتخاذ القرارات الصائبة والتفكر والنقد الذاتي البناء بإعمال مهارات تدبير الذات، والمرونة والتواصل.
تبني سلوكات وممارسات إيجابية نَحْوَ مبادئ السلامة والاندماج الاجتماعي الحماية والوقاية من التهديد الَّذِي تشكله المخاطر المحتملة المعارف المواقف القيم المهارات الحياتية أنشطة تعزيز السلوكات السليمة وتصحيح السلوكات السلبية
البعد الاجتماعي:
يستهدف تطوير مهارات العيش المشترك وبناء علاقات اجتماعية قوامها التواصل والتعاطف وقبول الاختلاف والتنوع والمشاركة والانخراط فِي بناء مشاريع تعود بالنفع عَلَى الفرد والمجتمع، وتعزز الوعي بأهداف التنمية المستدامة
تُشكل المهارات الحياتية أهمية كبيرة للفرد منذ نشأته؛ لذلك فإنه بحاجة إلى تنميتها باستمرار؛ حتى يتمكن من تحقيق أقصى استفادة منها، وهذه المهارات هي:
مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار
تعد من أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أنه لا بد للفرد أن يتمكن من حل المشاكل التي تسبب له في أي عائق.
بالإضافة إلى أن يكون قادراً على اتخاذ القرار، وإصدار الحكم بعد التأني والدراسة دون التأثر بالمؤثرات الخارجية مهما كانت قوية؛ حيث أن اتخاذ القرار الصحيح هو نجاح للذات، فهو نتيجة تفكير مستمر.
مهارة الوعي الذاتي والتعاطف:
تعتبر هذه المهارة أيضاً من أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أن مهارة الوعي الذاتي تساهم في زيادة قدرة الفرد على الوعي بالانفعالات التي يتعرض لها، وكذلك بانفعالات المحيطين به، ومن ثم يتمكن من استخدام هذه المعرفة في إصدار قرارات ناجحة.
بالإضافة إلى أن مهارة التعاطف تساهم في زيادة قدرة الفرد على تفهم مشاعر الآخرين، وبالتالي يكون قادراً على قراءة ردود الأفعال وتميزها من الأصوات ومن ثم يتمكن من التعامل معهم.
مهارة التفكير الإبداعي والتفكير الناقد:
أيضاً تندرج هذه المهارات تحت أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أن مهارة التفكير الناقد عند امتلاكها فإنها تجعل الفرد يشعر أنه قادر على إدراك الأفكار، والإحاطة بها ثم يتمكن من الحكم عليها بشكل منطقي.
أما عن مهارة التفكير الإبداعي فإنه عندما يمتلكها الشخص يصبح مدركاً للثغرات الموجودة في أي مشكلة، وبالتالي يبدأ في البحث عن مؤشرات ودلائل لسد هذه الثغرات، ومن ثم يستطيع البحث عن المؤشرات والدلائل التي تسد هذه الثغرات.
مهارة إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط:
تعد هذه المهارات كذلك من أهم أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أنها تساعد مالكها على كظم الغيظ، وضبط الانفعالات والمشاعر تجاه الآخرين، وبالتالي مواجهة التحديات والضغوط مهما كانت قوية؛ حيث يكون الإحساس الداخلي للفرد مفعم بالإيجابية والإيمان، ومن ثم تحقيق الأهداف.
تعد هذه المهارة أيضاً واحدة من أبرز أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أنها تلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان الخاصة والعملية وكذلك في علاقته مع الآخرين بشكل إيجابي.هذا وترجع أهمية هذه المهارة في أنها تمكن الإنسان الذي يمتلكها ويطبقها في حياته من التفاعل مع الآخرين، وقبول آرائهم، وتقبل النقد، بالإضافة إلى أنها تنمي مهارات الإستماع بشكل فعال لديه؛ لعدم مقاطعة الآخرين حتى إكمال حديثهم.
أهداف المهارات الحیاتیة
تعتبر المهارات الحياتية أساسيةً للنجاح في الحياة اليومية والمهنية، وتهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام. ومن بين أهم أهداف المهارات الحياتية:1- تمكين الأفراد من تحقيق الاستقلالية والتحكم في حياتهم الشخصية والمهنية.
2- تطوير القدرات الشخصية والاجتماعية والعاطفية، مثل الثقة بالنفس والتواصل الفعال والتحمل العاطفي.
3- تعزيز القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة والتفكير الناقد والإبداعي.
4- تعزيز القدرة على العمل الجماعي والتعاون وبناء العلاقات الإيجابية.
5- تطوير المهارات المهنية والتقنية المطلوبة للعمل في سوق العمل وتحسين فرص الحصول على الوظائف.
6- تعزيز الصحة النفسية والجسدية والعمل على الوقاية من الأمراض والإصابات.
7- تعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية والبيئية والثقافية وتحسين العلاقات بين الثقافات والشعوب.
8- تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية والتحلي بالنزاهة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية.
2- الخبرات العملية: يمكن تنمية المهارات الحياتية من خلال الخبرات العملية والتجارب المختلفة التي يمر بها الفرد، حيث يتعلم من نتائج تلك الخبرات ويكتسب المزيد من المهارات.
3- الاهتمام بالصحة النفسية: تلعب الصحة النفسية دورًا هامًا في تنمية المهارات الحياتية، حيث يمكن للفرد الذي يشعر بالثقة بنفسه ويحتفظ بصحته النفسية أن يتعلم وينمي مهاراته بشكل أفضل.
4- التفكير الإبداعي: يمكن تنمية المهارات الحياتية من خلال التفكير الإبداعي والتحليلي، والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة.
5- التواصل والعلاقات الاجتماعية: يمكن تنمية المهارات الحياتية من خلال العلاقات الاجتماعية والتواصل الفعال مع الآخرين، حيث يمكن للفرد أن يتعلم من خلال التفاعل مع الآخرين ويطوِّر مهارات التعاون والتفاهم.
6- الاهتمام بالتنمية الشخصية: يمكن تنمية المهارات الحياتية من خلال الاهتمام بالتنمية الشخصية والتطوير الذاتي، وهذا يتضمن العمل على تحسين مستوى الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي وتحديد الأهداف وإدارة الوقت والتخطيط للمستقبل.
تصنیف المهارات الحیاتیة:
توجد العديد من التصنيفات للمهارات الحياتية، ومن أشهرها:
• المهارات الاجتماعية: وتشمل التواصل الفعال والتعاون والقيادة والتفاوض.
• المهارات الأكاديمية: وتشمل القراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات والتفكير النقدي.
• المهارات المهنية: وتشمل التخطيط والتنظيم والتحليل والاتصال وحل المشكلات.
• المهارات التقنية: وتشمل القدرة على استخدام التقنية والبرامج والأدوات الإلكترونية بشكل فعال.
2- التصنيف الثلاثي للمهارات الحياتية:
• المهارات الشخصية والاجتماعية: وتشمل القدرة على التعامل مع الآخرين والتعلم الذاتي والتحكم في الذات.
• المهارات الأكاديمية: وتشمل المهارات المتعلقة بالقراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات.
• المهارات المهنية: وتشمل المهارات التي تحتاجها للعمل في مجال معين مثل التخطيط والتنظيم والاتصال.
3- التصنيف الرباعي للمهارات الحياتية:
• المهارات الشخصية: وتشمل التحكم في الذات والتعلم الذاتي والتعامل مع الشعور.
• المهارات الاجتماعية: وتشمل التواصل والتعاون والتفاوض والقيادة.
• المهارات الأكاديمية: وتشمل المهارات المتعلقة بالقراءة والكتابة والحساب وحل المشكلات.
• المهارات المهنية: وتشمل المهارات التي تحتاجها للعمل في مجال معين مثل التخطيط والتنظيم
طرق تدريس المهارات الحياتية :
يتجلى مفهوم المهارات الحياتية في مدى اكتساب الفرد للقدرات والمهارات المستمرة والممتدة على مدار حياته، مما يمكّنه من التجدد باستمرار داخل السياق المجتمعي وتحقيق طموحاته. يستمد هذا المفهوم من افتراض أن الفرد في كل مرحلة عمرية هو متعلم متجدد، وبالتالي يتاح له فرص دائمة للتعلم والتطوير، مستثمراً في مواهبه وقدراته طوال حياته كاستثمار تراكمي. يمثل هذا المفهوم تحوّلًا مهمًا في النظرة إلى التعليم والتدريب، من توفير مجرد مجموعة من المعارف والمهارات، إلى تمكين الأفراد من اكتساب القدرات والمهارات اللازمة للنجاح في الحياة وتحقيق الاستقلالية والتمكين الذاتي.
في الختام يمكن القول، أن المهارات الحياتية هي مجموعة من المهارات التي تساعد الأفراد على تحسين جودة حياتهم وتحقيق النجاح في أنشطتهم اليومية والمهنية. تتضمن هذه المهارات التواصل الفعال، وإدارة الوقت، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات الصائبة، والتعامل مع الضغوطات والتحديات. وباعتبار أن هذه المهارات يمكن تعلمها وتنميتها، فإن الأفراد يستطيعون تحسين حياتهم وتحقيق أهدافهم بشكل أفضل عند تعلم هذه المهارات وتطبيقها بشكل فعّال.